إللى أوله هراء أخره هبل

بص يابنى و بصى يابنتى ......

المدونة دى أنا عاملها علشان دماغى ، علشان متجننش ، علشان زى ما هو باين

من إسمها أصرف فيها الشحنات الكهربية و الأفكار و الكلام إللى لو إتحبس 

دماغى هتضرب و أتجنن 

و إنت أكيد ميخلصكش إنى أتجنن ......مش كدا ...

يعنى إنت هنا ــ و أنا معاك برضه متزعلش كدا ــ فى شبكة صرف عقلية 

فأهلا بك فى عالم الصرف و  المجارى و الهراء .......الذى لا داعى له .

الخميس، 25 فبراير 2010

يوميات الغابة السعيدة


Image and video hosting by TinyPic



قال القرد و هو يرمي السلامات علي جاره الفهد الأسود :

ـــ صباح الخير يا أبو راوية.

فرد الأخير :

= خير و هيجي الخير منين يا بوز القرد إنت ؟

إنزعج القرد كثيرا من رد جاره و عشرة عمره و سأله مندهشا :

ـــ ليه بس كدا يا جدع في إيه ؟

= يعني إنت مش عارف في إيه ؟

أصدر القرد صوت الصراخ المستفذ الخاص به و قال :

ــــ و غلاوة (( محروس )) إبني أنا ما أعرف ، مالك بس زعلان ليه ؟

زأر الفهد قائلا :

= أهو إبن الكلب دا هو السبب .

ـــ متغلطش في الواد يا أبو راوية ، دا قرد متربي كويس و إبن قرود طيبين و متربي علي شجرة

من أعلي أشجار الغابة .

= و هو برده المتربي يعمل كدا مع جيران الشجرة إللي جنبه ؟ إنت لو مربيه كويس و لو طمر

فيه الموز و الكيوي مكانش عاكس (( راوية )) بنتي و بعتلها أوراق شجر غرامية .

خبطت (( سنية )) زوجة القرد علي صدرها لدي سماعها ذلك بينما كانت في الفرع

العلوي من الشجرة ـــ المخصص لإعدادا الطعام ـــ و شهقت قائلة :

__ إبني ...!!! إبني (( محروس )) يعمل كدا .

قال الفهد :

= شوفتي يا ست سنية يرضيكي كدا ؟

ردت (( سنية )) :

ــــ لأ يا أخويا أنا مصدقش حاجة زي دي علي إبني أبدا ......دا متربي أحسن تربية .

= يعني إيه يا أختييييييييييييي ؟ ........

كانت هذه أم راوية زوجة الفهد التي إتخذت وضعية الردح و أكملت

= يعني إحنا بنتبلي علي بسلامته و لا إيه ؟

ــــ أنا عارفة ياختي شوفي بنتك بقي مين إللي بعتلها الورق دا

زأرت أم راوية قائلة :

= نعم نعم يا روح أمك .......!!!........ أنا بنتي أشرف من الشرف .

و دخلت السيدتان في وصلة الردح المعتادة بين ربات الأشجار في هذه الغابة الشعبية .

إلا أن زأر الفهد قائلا :

ــــ أصمتااااااااااااااااااااا ...................

ثم أحضر مجموعة من أوراق الشجر و أعطاها للقرد قائلا :

= إتفضل يا سيدي ........مش دا خط إبنكم ؟؟

قرأ القرد و زوجته أوراق الشجر و تعرفا علي خط إبنهما (( محروس )) و كانت الأوراق تحتوي علي كثير

من كلمات الحب الملتهبة التي وجهها القرد المراهق لمحبوبته ذات المخالب .

هنا أحس القرد الكبير بالغضب و إحمر وجهه ــ الأحمر أساسا ـــ حتي قارب في إحمراره مؤ ..... البطيخة

الكبيرة و قال :

ـــ طيب لما أشوفه إبن الكلب دا ........ لما يرجعلي هنا أنا هقطعه ........محروم من الموز لمدة أسبوع

ثم إلتفت للفهد و زوجته قائلا :

ــــ و إنت يا أبو راوية أنا أسف حقك عليا أنا يا أخويا .

= يا أبو محروس الكلام دا مينفعش ......... هي دي برضه أصول الجيرة ؟

ـــ معلش يا أخويا أنا هعرف أتصرف معاه إزاي .

ثم إلتفت القرد لزوجته و سألها :

ـــ إبنك فين يا ست هانم ؟ يا تري بيصيع في أنهي مصيبة ؟

= متقولش كدا علي الواد يا أخويا ، أنا إبني مش صايع ........... ربنا يحميه راح مه زملاته يقدموا علي شغل

في السيرك إللي جنب الغابة و زمانه راجع و نبقي نستفسر منه كويس

المهم بس ربنا يوفقه في الشغلانة دي و ـ يشبط ـ فيها ، دي شغلانة مستقبلها تمام .

ـــ طيب يا أختي و أنا لما يرجع هشوف شغلي معاه .

الأربعاء، 24 فبراير 2010

لأن الكلين فرست .......



الطبقة المتوسطة و ثمن السكوت

أبناء الطبقة الوسطى عادة مش بيحسوا بمشاكل البلد أو وحاشتها

لإنهم ببساطة مرفهين

من صغرهم بيتمتعوا بكماليات الحياة و رفاهيتها إللى أبناء الطبقات المحصورة المدحورة لا تحلم بيها حتى

حمادة الصغير أو سعاد الشطورة بيروحوا الحضانة و الأبلة ــ إللى بقت بعد كدا ميس ــ بتديلهم نجمة و الدادة بتلعبهم على المرجيحة ويجى باب ياخدهم بالعربية أخر اليوم

لو الكاميرا غيرت الكادر ....هتشوف الواد سيد مرمى على صدر أمه بياعة الخس على الرصيف و إللى بعد ما ولدته بأسبوعين إضطرت تنزل بيه علشان تجيب من بيع الخس أى حاجة ياكلها هو و إخواته

بعد كدا فى المدرسة الأستاذ ــ إللى بقى بعد كدا سير ــ ميقدرش يحط معاك منطق و لا يقدر يكلمك لإنك بقيت أقوى منه بحكم القانون و بتخلص حصصك و بتاكل السندويتشات إللى مامى عملاها فى الفسحة و بعد المدرسة يتروح تاخد درس ــ بفلوس بابى ــ عند نفس الأستاذ إللى إنت كنت عنده الصبح فى المدرسة

لو الكاميرا غيرت الكادر ...... هتلاقى الواد سعد أبو مريلة مقطعة و نظرة حزينه و شعر منكوش قاعد فى ركن بيبص على الدنيا بمنظور تانى خالص غير منظورك
منظور الحرمان .....و عدم الإحساس بالعدالة الإجتماعية ....يمكن هو مش قادر يفهم دا سببه إيه و هو لسا صغير كدا ....بس لما يكبر هتنمو عنده القدرة على التحليل و فهم الأمور أسرع منك

و هيفهم حاجات إنت لسا هتفهمها بعدين



بعد كدا تدخل الجامعة

مصروف إيدك متوفر ...... حياتك عبارة عن لبس و فسح و خروج و الذى منه


بينما محسن ساب المدرسة من إعدادى و إشتغل صبى ميكانيكى متزيت ، متشحم متطين ، مهان ، مهدود حيله طول النهار طول النهار



بعد كدا إنت هتتخرج منالجامعة

و هنا عزيزى إبن ــ الطبقة المتوسطة ــ ستصطدم بالواقع

إنت كمان بقيت زى سيد و محسن و سعد

رغم إنك خريج تجارة و حقوق و حتى كمان طب

إلا إنك مش لاقى تشتغل ، مش لاقى تبنى مستقبل ، مش تلاقى تتجوز
غير مسموح ليك بدخول أماكن معينة فى بلدك ، ظابط الشرطة ينزلك فى الكمين و يزل أهلك ...و تقوله يا عم دا أنا دكتور .....يديلك فوق دماغك أكتر

و هنا بيضطر الشاب المرفه خريج تجارة و حقوق و تربية إنه يشتغل جرسون فى مطعم أو سواق تاكس

بينما خريج طب بيشتغل مرمطون مستشفى ب 150 جنيه فى الشهر

بينما سعد و محسن و سيد بيشتغلوا عند ميكانيكى و إللى بياخدوه بيشربوا بيه حشيش أخر الليل

و يتصادف بقى إنك ساعتها تكون راجع أخر الليل مع مراتك ـ إللى نجحت إنك تحوش تمن شراها من أبوها يدوبك على ما وصلت تلاتين سنة ــ و هنا يبقى نوع من العدالة الشعرية إنهم يحاولوا يقلبوك و يخطفوها

لكن ربنا بيسلم و بمعجزة بتوصلوا البيت و بتشتم و بتلعن فى ضحايا زيهم زيك

و المفروض إنك تلوم نفسك لإنك إنت إللى سكت عبر عقود عن طحن و هرس الطبقات الكادحة من المجتمع .....لحد ما بدأت تروس المكنة تطول طبقتك إنت كمان و بدأت الهاوية إللى كانت زمان بتبلع الأخرين ....بدأت فى إبتلاع من كانوا يحسبون أنهم فى أمان بيعيدا عنها و أنه طالما أنها تبتلع الأخرين فليذهبوا إلى الجحيم


أعزائى أبناء الطبقة الإجتماعية المتوسطة .....

هذا هو زمن الحساب على السكوت عن حقوق من هم أقل منكم فى الماضى



و لو عايزين تعرفوا أنا أقصد إيه بالظبط

إعملوا سيرش عن كتاب بلال فضل ( السكان الأصليين لمصر )

و إنتوا هتفهموا حاجات كتير قوى












الثلاثاء، 23 فبراير 2010

السلحفاه الراقصة

Image and video hosting by TinyPic


قالت السلحفاه للقطة :

ــ هى بنا نرقص الباليه

ضحكت القطة ذات الفراء الأبيض الناعم و قالت لها :

= و لكنك لن تستطيعين

ردت السلحفاة و كلها أمل :

ــ فقط لنجرب ...

فوافقت القطة و أدارت المزياع على محطة البرنامج الموسيقى فأنبعثت منه أنغام إحدى سيمفونيات سباستيان باخ المشهورة

أغمضت السلحفاه عيناها فى حالة من الحلم مع إنسياب النغمات الساحرة عبر الهواء صانعة فيه خلخلة ميكانيكية رقيقة تلاقت مع صوان أذنها السلحفائية و الذى إستجاب بدوره بهزات دقيقة و كأنما أعجبته النغمات فتراقصت روحه عليها و لم يشأ أن يحرم الأذن الوسطى من تلك الروعة فمررها إليها فأستلمتها منه متفاجئة أول الأمر إلا أنها لم تلبث أن سرحت فى هذا الجمال و قامت عظيماتها الثلاث ( المطرقة و السندان و الركاب ) من رقادهم و أنطلقوا يهتزون طربا بهذه الروعة و فرحا بأنهم فقط دونا عن كل عظام الجسد خلقهم الله يستطيعون إستساغة الألحان و الرقص على الأنغام رغم أنهم الأصغر على الإطلاق و هنا قطعت طرقات جارتهم الأذن الداخلية عليهم رقصهم و طلبت منهم أن يعطوها سببا لرقصهم فوق سقفها فلم يجدوا ردا أفضل من تمرير اللحن إليها فإضطرت لخلع سماعات الأذن التى كانت ترتديها و قطعت أغنية تامر حسنى السوقية التى كانت تستمع إليها لكى تصغى لما جعلهم يرقصون ، فلما سمعت أحست بالخدر يتسرب لبدنها و ذكرها ذلك بتأثير المنوم الذى وصفه لها الطبيب لتستطيع النوم عقب هجر زوجها لها منذ سنتين ، قاومت الأذن الداخلية حالة السكر اللذيذة التى أحست بها و قررت تمرير الكأس إلى العصب السمعى ، كانت تعرف إنه عديم الإحساس ولا يتأثر بأى شيء يحمله و لذلك فلقد أوصته بسرعة توصيل الرسالة إلى القشرة الدماغية قبل أن يجف اللحن . فحمله العصب الذى لم يتعود على التسائل كثيرا بل كان يندهش من هؤلاء الحمقى الذين يعجبون أو يغضبون أو يبتهجون أو يحزنون بسبب أشياء هى فى النهاية بالنسبة له عبارة عن موجات من الشحنات الموجبة و السالبة ،لم يفهم يوما كيف يمكن للمرء أن يرهن تصرفاته و إنفعالاته بحفنه من الشحنات الكهربية ، إلا أنه قد إقتنع منذ زمن على أن تصرفات تلك الأعضاء الغير خيطية غريبة و محيرة، و لذلك فقد حمل الطرد على ظهره بعد أن أحكم الغلق على تلك الشحنات التى تتصارع داخل الصندوق فأخر ما يريده هو أن تسقط منه بعض الشحنات فى الطريق فيخصمها العقل من أجرته ـ و لطالما فعلها من قبل ـ ، ثم بسرعة تتجاوز سرعة البرق أوصل العصب السمعى الرسالة للقشرة الدماغية و طرق الباب ففتح له زوجها مرتديا روبا منزليا واسعا و أثار النوم ما زالت فى عينيه ثم أستلم الصندوق الصغير و أغلق الباب ، إلا أن الجرس رن مرة أخرى بسرعة ففتح الباب و وجد العصب السمعى يقف بطريقة ألية منتظرا نقوده ، فأخرج بعض العملات الورقية من جيبه و أعطاها للعصب الذى بدا أنه لم يقنع بهذه الحفنة الضئيلة إلا أنه لم ينتظر ليسمع منه رد فعل بل أغلق الباب ثم عاد للقشرة الدماغية التى تعمل على مكتبها و وضع أمامها الصندوق ثم عاد لفراشه يستمتع بدفء مكانه الذى لم يبرد بعد ، أما القشرة فتجاهلت زوجها الكسول و فتحت الصندوق بشغف و فضول
و هنا أصابها السحر الذى أصاب من قبلها ، كادت أن تفقد وعيها من الروعة و قررت أن تشارك باقى أجزاء المخ فيما تعيشه من سحر و خيال ففتحت السماعة الخارجية لينطلق اللحن و يتردد عبر أجزاء المخ و فى كل أركانه ليتوقف الجميع للحظة عن أعمالهم المختلفة و يترك كل من فى المخ ما بيده فمنذ فترة لم يسمعوا ما بمثل هذه الروعة و أنطلق اللحن بينهم فى فضاء المخ و هو يبتسم إبتسامة طفولية بريئة و أخذ يوزع عليهم السعادة و البهجة من قدر كبير كان يحمله بيده ، و هنا قرر المخ أن الجسم لابد و أن يتجاوب مع هذه الشحنة من السعادة و التفاؤل و الحبور

و هنا قامت السلحفاه و وقفت على قدميها الخلفيتين و بدءت فى الحركة بخفة فوق حشائش المرج الأخضر الندية ، و وسط دهشة القطة بدأت حركات السلحفاة تزيد و قفزاتها تعلو و تصبح أكثر نعومة و ليونة حتى هيأ للقطة أن السلحفاة تطير على تلك الأنغام الساحرة و أنها قريبا لن يصبح لها وزن فى الهواء الذى تجاوب معها بدوره و أصبح أكثر كثافة لتسطتيع أن تسبح فيه كما تريد ، و وقفت زهور المرج الصفراء و البيضاء و الزرقاء تستمتع بالأداء الرائع للسلحفاه بصدفتها البنية و لحنها الحالم الذى طار بها فوق حدود طموحاتها .

أما القطة فقد قررت ترك المرج الأخضر و ذهبت لمدينة البشر حيث أودعت إحدى المصحات العقلية و عرفت هناك بين رواد المكان بأنها لا تفتأ تردد

ــ السلحفة طارت ....فى الهوا و مالت ..........السلحفة طارت ....فى الهوا و مالت .




( تمت )



Image and video hosting by TinyPic



بقلم غلاب ५५

الأربعاء، 17 فبراير 2010

الضحية ...و تكريس أسلوب حياة الجلاد

من حماقة الضحية إنها تكرس و تكثف ال life style بتاع الجانى عليها

و دا إللى شعوبنا بتعمله


عمليات الإحتلال عاملة زى التفاعلات الكيميائية كدا

مادة بتختلط مع مادة

و إحداهما بتتطغى على الأخرى و بتديلها صفاتها المظهرية و بتغير فى تركيبها الكيمائى


كذلك الإحتلال ...

أولا :

مرحلة الإختلاط بين الثقافتين المحتلة ــ بضم الميم ــ و المحتلة ــ بضم الميم برضه ــ شوف الصدفة القوية الكلمتين ليهم نفس التركيب و كمان نفس التشكيل لكنهم بيدلوا على نقيضين بينهم بون شاسع ــ بون يعنى مسافة كبيرة مش تذكرة مطبخ المدينة ــ

الأولى بتعبر عن الشعب القوى إللى ساد الأخر
و التانية بتعبر عن الشعب إللى تم إحتلاله


نخرج مرة أخرى من سلسلة الإستطرادات تلك عائدين إلى المرحلة الأولى و هى مرحلة رفض الثقافة الجديدة المفروضة على المغلوب على أمره بحكم إن المنتصر ــ فى الغالب بيمتلك من الأدوات و السلطات و التهيئة النفسية ــ لفرض ثقافته على المهزوم

و فى المرحلة دى بتتعرض ثقافة المهزوم لنوع من الإنتكاسة الداخلية و المراجعات الداخلية مع إستمرار الرفض التام لثقافة الأخر بدون دراستها

و علشان نسهل الكلام

هضربلكم مثال بإللى قاله المؤرخين عن الإحتلال الفرنسى لمصر

كان دا أول إختلاط على شكل إحتلال بين ثقافة المسلم المصرى مع ثقافة أوروبية غريبة تماما و مختلفة أشد الإختلاف

و فى أول الأمر قابلها المصريين بالرفض التام و الأنفة ــ ونقصد هنا ...إنه رفض الثقافة الفرنسية و طريقة معيشتهم ..مش الإحتلال بس لإن الإحتلال تم قسرا ــ لكن فى نفس الوقت بجوار حالة الرفض دى بدأت تحصل مراجعات داخلية بين المهزومين و بدأوا يدركوا الحقيقة المرة و هى إن الغرب الكافر الحايد عن الجادة قد تفوق فى كل المجالات العسكرية و الفكرية و الأدبية و العلمية على الشرق المسلم ذو العقيدة الصحيحة

و كل المؤرخين بيتفقوا إن مرحلة الهزيمة النفسية و التبعية الثقافية للغرب بدأت بالإنكسار النفسى الناتج عن الحملة الفرنسية


دا كان مجرد مثال و بيحصل لكل الأمم بإختلاف ديانتها و مكانها

و مع بداية الإنحدار النفسى بنبدأ ندخل فى المرحلة التانية :

مرحلة الإمتصاص و التشرب لثقافة الأخر :

و الدوافع هنا عديدة و بيشترك فى إحداثها كلا من الطرفين

فالمنتصر بيحاول يمرر ثقافته و فكره للأخر لتسهل قيادته و يقل رفضه و مقاومته

أما المهزوم فيفعل ذلك مدفوعا بحاجتين :
ــ إنبهاره بذلك الطرف القوى المنتصر
ــ محاولة تعويض ما فاته و اللحاق بالركب

و برضه للتقريب أعتقد المرحلة دى مرينا بيها فى الفترة ما بين عهد الخديوى إسماعيل لحد دستور 1923


تيجى بقى المرحلة الثالثة :

محاولة الخلط :


بيغلط المتلقى ثقافيا و يسيء تقدير الأمور و بيفتكر إنه ممكن يعمل خليط من الثقافتين يجى لمصلحته لكنه بيكون مثل الخروف الأحمق يساق لقدر معين بطريقة مخططة و مدروسة

و عملية الخلط دائما بتيجى فى عكس مصلحته و بيترتب عليها عملية نسخ و مسخ ثقافى للمهزوم

فيصبح نسخة مشوهة ....لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء

لا إحتفظ بثقافته و سمح لها بالتطور الطبيعى الذى بأخذ من الخارج بعقلانية و ترو

ولا إكتسب من ثقافة الأخر ما يساعده على تحسين أوضاعه


و دا بقى إللى حصل معانا حرفيا

حيث أبقينا من ثقافتنا ما هو سيء و أخذنا من ثقافة الغرب ما هو أسوأ

و أصبحنا بدون هوية ثقافية و كل جيل بيجى بيكون ممسوخ أكتر و بعيد عن جذوره و هويته أكثر و بالتالى بيربى الجيل إللى بعديه تربيه تبعده اكثر و أكثر و هكذا تتسارع الأحداث و يزيد التدهور بمتوالية هندسية بتتضاعف من جيل للتانى

لحد بقى ما نوصل للمرحلة الجميلة إللى إحنا فيها دلوقتى :

( مرحلة الدفاع عن ثقافة الأخر ) :

و دى بقى واضحة و متجلية بشدة فى مجتمعنا الحالى

أصبحت ثقافة الأخر جزء مننا بل و أصبحنا نحن من يدافع عنها

حاجة كدا زى حالة نادرة جدا الباثولوجى فيها بيخش الفيرس للجنين عن طريق المشيمة من أمه فى أول 3 شهور من الحمل قبل الجهاز المناعى بتاعه ما يتكون

و لما تتكون خلايا الجهاز المناعى و تبدأ تلف أول دورة ليها على جميع خلايا الجنين علشان تتعرف عليها التعرف الأول ....بتكون الخلايا المفيرسة ساعتها فى نظر الخلايا المناعية الهابلة إللى لسا مش فاهمة حاجة هى بالفعل جزء طبيعى من خلايا الجنين و بالتالى الجنين بيتولد حامل الفيرس و بيموت بعدها بفترة بسيطة


أصبح مفيش فرق واضح بين ما هو أصيل فى ثقافتك و ما هو مدسوس عليها

هى الشيلة كلها بقت تبعك لإنها ورثتها كدا

و بالتالى طبيعى تدافع عن تركتك
و بالتالى مش غريبة لما تلاقى الممسوخين و المنسوخين بيدافعوا عن أجزاء أصيلة فى ثقافة الأخر على إنها أشياء لا غنى عنها فى حياة مجتمعنا


و كمان طبيعى بما إنك شايل حاجات متناقضة الأصل و المضمون بيحصل لدى المجتمعات إللى زى كدا حالة نقدر نشبهها بال auto immune disease

الجسم بياكل نفسه و المجتمع كذلك يفعل نفس الأمر



و المجتمعات الحمقاء إللى زى دى فى الحالة دى بتكون ضحية
لكنها ضحية حمقاء و مغممة تدافع عن أسلوب حياة و ثقافة محتلها


علشان كدا فى مجتمع زى مجتمعنا

تلاقى الدين مهمش و مركون على الرف خالص ــ و رغم ذلك بيضحكوا على نفسهم و يقولك دا شعب متدين ــ و دا لإن الأخر ركنه................ ( ضحية وجلاد )

تلاقى الحريات مسلوبة لإن الحكام إكتسبوا سلوك الجلاد من المحتل و حلوا محله
.............( ضحية و جلاد )

تلاقى سن الجواز متأخر ...لإن أسيادنا فى المجتمعات الصناعية المتقدمة بيأخروه ....يبقى إحنا كمان لازم نعمل زيهم لإنهم ناس بتفهم ................( ضحية وجلاد )

تلاقى اللغة العربية بتموت بالبطيء فى وسط متحدثيها و مدارس اللغات و الكليات الأجنبى بتملى الدنيا ....لإن دى لغات العالم إللى بتفهم ................( ضحية و جلاد )

تلاقى الناس يوم ما يجوزوا إبنهم أو بنتهم عايزين يحولوا الشقة ــ الكبيرة ــ لقصر فاخر .....لإنهم ببساطة مزروع فى وجدانهم الجمعى صورة الباشا التركى فى قصره الفاخر لما كان جدودهم بشتغلوا عنده خدامين ..................( ضحية و جلاد )

تلاقى الكل بيحاول يخرج بالإستفادة القصوى من خيرات البلد بأى طريقة و دا بالظبط نفس تفكير المحتل لما كان بيحول كل حاجة على بلده .......( ضحية و جلاد )

تلاقى الناس كلها متفقة إن أسلوب حكم حكامهم هو السبب فى معظم مشاكل حياتهم و جعلها مستحيلة و رغم ذلك تجدهم يتسابقوا لحمل كارنيهات الحزب و إعتناق الفكر الجديد و بيع الكلمة و الرأى بالمقابل و بدون مقابل ...........( ضحية و جلاد )

تلاقى إن بعد سنين طويلة من الإستقلال ــ المزعوم ــ ما زلنا تابعين خاضعين للمحتل بإرادتنا و بإختيارنا و بنحاول نخلى حياتنا نسخة منه و بشكل أفضل مما قد يكون خطط ليه ............... ( ضحية و جلاد )






غلاب 55
حديث الخميس ( 2 )