قال القرد و هو يرمي السلامات علي جاره الفهد الأسود :
ـــ صباح الخير يا أبو راوية.
فرد الأخير :
= خير و هيجي الخير منين يا بوز القرد إنت ؟
إنزعج القرد كثيرا من رد جاره و عشرة عمره و سأله مندهشا :
ـــ ليه بس كدا يا جدع في إيه ؟
= يعني إنت مش عارف في إيه ؟
أصدر القرد صوت الصراخ المستفذ الخاص به و قال :
ــــ و غلاوة (( محروس )) إبني أنا ما أعرف ، مالك بس زعلان ليه ؟
زأر الفهد قائلا :
= أهو إبن الكلب دا هو السبب .
ـــ متغلطش في الواد يا أبو راوية ، دا قرد متربي كويس و إبن قرود طيبين و متربي علي شجرة
من أعلي أشجار الغابة .
= و هو برده المتربي يعمل كدا مع جيران الشجرة إللي جنبه ؟ إنت لو مربيه كويس و لو طمر
فيه الموز و الكيوي مكانش عاكس (( راوية )) بنتي و بعتلها أوراق شجر غرامية .
خبطت (( سنية )) زوجة القرد علي صدرها لدي سماعها ذلك بينما كانت في الفرع
العلوي من الشجرة ـــ المخصص لإعدادا الطعام ـــ و شهقت قائلة :
__ إبني ...!!! إبني (( محروس )) يعمل كدا .
قال الفهد :
= شوفتي يا ست سنية يرضيكي كدا ؟
ردت (( سنية )) :
ــــ لأ يا أخويا أنا مصدقش حاجة زي دي علي إبني أبدا ......دا متربي أحسن تربية .
= يعني إيه يا أختييييييييييييي ؟ ........
كانت هذه أم راوية زوجة الفهد التي إتخذت وضعية الردح و أكملت
= يعني إحنا بنتبلي علي بسلامته و لا إيه ؟
ــــ أنا عارفة ياختي شوفي بنتك بقي مين إللي بعتلها الورق دا
زأرت أم راوية قائلة :
= نعم نعم يا روح أمك .......!!!........ أنا بنتي أشرف من الشرف .
و دخلت السيدتان في وصلة الردح المعتادة بين ربات الأشجار في هذه الغابة الشعبية .
إلا أن زأر الفهد قائلا :
ــــ أصمتااااااااااااااااااااا ...................
ثم أحضر مجموعة من أوراق الشجر و أعطاها للقرد قائلا :
= إتفضل يا سيدي ........مش دا خط إبنكم ؟؟
قرأ القرد و زوجته أوراق الشجر و تعرفا علي خط إبنهما (( محروس )) و كانت الأوراق تحتوي علي كثير
من كلمات الحب الملتهبة التي وجهها القرد المراهق لمحبوبته ذات المخالب .
هنا أحس القرد الكبير بالغضب و إحمر وجهه ــ الأحمر أساسا ـــ حتي قارب في إحمراره مؤ ..... البطيخة
الكبيرة و قال :
ـــ طيب لما أشوفه إبن الكلب دا ........ لما يرجعلي هنا أنا هقطعه ........محروم من الموز لمدة أسبوع
ثم إلتفت للفهد و زوجته قائلا :
ــــ و إنت يا أبو راوية أنا أسف حقك عليا أنا يا أخويا .
= يا أبو محروس الكلام دا مينفعش ......... هي دي برضه أصول الجيرة ؟
ـــ معلش يا أخويا أنا هعرف أتصرف معاه إزاي .
ثم إلتفت القرد لزوجته و سألها :
ـــ إبنك فين يا ست هانم ؟ يا تري بيصيع في أنهي مصيبة ؟
= متقولش كدا علي الواد يا أخويا ، أنا إبني مش صايع ........... ربنا يحميه راح مه زملاته يقدموا علي شغل
في السيرك إللي جنب الغابة و زمانه راجع و نبقي نستفسر منه كويس
المهم بس ربنا يوفقه في الشغلانة دي و ـ يشبط ـ فيها ، دي شغلانة مستقبلها تمام .
ـــ طيب يا أختي و أنا لما يرجع هشوف شغلي معاه .