إللى أوله هراء أخره هبل

بص يابنى و بصى يابنتى ......

المدونة دى أنا عاملها علشان دماغى ، علشان متجننش ، علشان زى ما هو باين

من إسمها أصرف فيها الشحنات الكهربية و الأفكار و الكلام إللى لو إتحبس 

دماغى هتضرب و أتجنن 

و إنت أكيد ميخلصكش إنى أتجنن ......مش كدا ...

يعنى إنت هنا ــ و أنا معاك برضه متزعلش كدا ــ فى شبكة صرف عقلية 

فأهلا بك فى عالم الصرف و  المجارى و الهراء .......الذى لا داعى له .

الأربعاء، 17 فبراير 2010

الضحية ...و تكريس أسلوب حياة الجلاد

من حماقة الضحية إنها تكرس و تكثف ال life style بتاع الجانى عليها

و دا إللى شعوبنا بتعمله


عمليات الإحتلال عاملة زى التفاعلات الكيميائية كدا

مادة بتختلط مع مادة

و إحداهما بتتطغى على الأخرى و بتديلها صفاتها المظهرية و بتغير فى تركيبها الكيمائى


كذلك الإحتلال ...

أولا :

مرحلة الإختلاط بين الثقافتين المحتلة ــ بضم الميم ــ و المحتلة ــ بضم الميم برضه ــ شوف الصدفة القوية الكلمتين ليهم نفس التركيب و كمان نفس التشكيل لكنهم بيدلوا على نقيضين بينهم بون شاسع ــ بون يعنى مسافة كبيرة مش تذكرة مطبخ المدينة ــ

الأولى بتعبر عن الشعب القوى إللى ساد الأخر
و التانية بتعبر عن الشعب إللى تم إحتلاله


نخرج مرة أخرى من سلسلة الإستطرادات تلك عائدين إلى المرحلة الأولى و هى مرحلة رفض الثقافة الجديدة المفروضة على المغلوب على أمره بحكم إن المنتصر ــ فى الغالب بيمتلك من الأدوات و السلطات و التهيئة النفسية ــ لفرض ثقافته على المهزوم

و فى المرحلة دى بتتعرض ثقافة المهزوم لنوع من الإنتكاسة الداخلية و المراجعات الداخلية مع إستمرار الرفض التام لثقافة الأخر بدون دراستها

و علشان نسهل الكلام

هضربلكم مثال بإللى قاله المؤرخين عن الإحتلال الفرنسى لمصر

كان دا أول إختلاط على شكل إحتلال بين ثقافة المسلم المصرى مع ثقافة أوروبية غريبة تماما و مختلفة أشد الإختلاف

و فى أول الأمر قابلها المصريين بالرفض التام و الأنفة ــ ونقصد هنا ...إنه رفض الثقافة الفرنسية و طريقة معيشتهم ..مش الإحتلال بس لإن الإحتلال تم قسرا ــ لكن فى نفس الوقت بجوار حالة الرفض دى بدأت تحصل مراجعات داخلية بين المهزومين و بدأوا يدركوا الحقيقة المرة و هى إن الغرب الكافر الحايد عن الجادة قد تفوق فى كل المجالات العسكرية و الفكرية و الأدبية و العلمية على الشرق المسلم ذو العقيدة الصحيحة

و كل المؤرخين بيتفقوا إن مرحلة الهزيمة النفسية و التبعية الثقافية للغرب بدأت بالإنكسار النفسى الناتج عن الحملة الفرنسية


دا كان مجرد مثال و بيحصل لكل الأمم بإختلاف ديانتها و مكانها

و مع بداية الإنحدار النفسى بنبدأ ندخل فى المرحلة التانية :

مرحلة الإمتصاص و التشرب لثقافة الأخر :

و الدوافع هنا عديدة و بيشترك فى إحداثها كلا من الطرفين

فالمنتصر بيحاول يمرر ثقافته و فكره للأخر لتسهل قيادته و يقل رفضه و مقاومته

أما المهزوم فيفعل ذلك مدفوعا بحاجتين :
ــ إنبهاره بذلك الطرف القوى المنتصر
ــ محاولة تعويض ما فاته و اللحاق بالركب

و برضه للتقريب أعتقد المرحلة دى مرينا بيها فى الفترة ما بين عهد الخديوى إسماعيل لحد دستور 1923


تيجى بقى المرحلة الثالثة :

محاولة الخلط :


بيغلط المتلقى ثقافيا و يسيء تقدير الأمور و بيفتكر إنه ممكن يعمل خليط من الثقافتين يجى لمصلحته لكنه بيكون مثل الخروف الأحمق يساق لقدر معين بطريقة مخططة و مدروسة

و عملية الخلط دائما بتيجى فى عكس مصلحته و بيترتب عليها عملية نسخ و مسخ ثقافى للمهزوم

فيصبح نسخة مشوهة ....لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء

لا إحتفظ بثقافته و سمح لها بالتطور الطبيعى الذى بأخذ من الخارج بعقلانية و ترو

ولا إكتسب من ثقافة الأخر ما يساعده على تحسين أوضاعه


و دا بقى إللى حصل معانا حرفيا

حيث أبقينا من ثقافتنا ما هو سيء و أخذنا من ثقافة الغرب ما هو أسوأ

و أصبحنا بدون هوية ثقافية و كل جيل بيجى بيكون ممسوخ أكتر و بعيد عن جذوره و هويته أكثر و بالتالى بيربى الجيل إللى بعديه تربيه تبعده اكثر و أكثر و هكذا تتسارع الأحداث و يزيد التدهور بمتوالية هندسية بتتضاعف من جيل للتانى

لحد بقى ما نوصل للمرحلة الجميلة إللى إحنا فيها دلوقتى :

( مرحلة الدفاع عن ثقافة الأخر ) :

و دى بقى واضحة و متجلية بشدة فى مجتمعنا الحالى

أصبحت ثقافة الأخر جزء مننا بل و أصبحنا نحن من يدافع عنها

حاجة كدا زى حالة نادرة جدا الباثولوجى فيها بيخش الفيرس للجنين عن طريق المشيمة من أمه فى أول 3 شهور من الحمل قبل الجهاز المناعى بتاعه ما يتكون

و لما تتكون خلايا الجهاز المناعى و تبدأ تلف أول دورة ليها على جميع خلايا الجنين علشان تتعرف عليها التعرف الأول ....بتكون الخلايا المفيرسة ساعتها فى نظر الخلايا المناعية الهابلة إللى لسا مش فاهمة حاجة هى بالفعل جزء طبيعى من خلايا الجنين و بالتالى الجنين بيتولد حامل الفيرس و بيموت بعدها بفترة بسيطة


أصبح مفيش فرق واضح بين ما هو أصيل فى ثقافتك و ما هو مدسوس عليها

هى الشيلة كلها بقت تبعك لإنها ورثتها كدا

و بالتالى طبيعى تدافع عن تركتك
و بالتالى مش غريبة لما تلاقى الممسوخين و المنسوخين بيدافعوا عن أجزاء أصيلة فى ثقافة الأخر على إنها أشياء لا غنى عنها فى حياة مجتمعنا


و كمان طبيعى بما إنك شايل حاجات متناقضة الأصل و المضمون بيحصل لدى المجتمعات إللى زى كدا حالة نقدر نشبهها بال auto immune disease

الجسم بياكل نفسه و المجتمع كذلك يفعل نفس الأمر



و المجتمعات الحمقاء إللى زى دى فى الحالة دى بتكون ضحية
لكنها ضحية حمقاء و مغممة تدافع عن أسلوب حياة و ثقافة محتلها


علشان كدا فى مجتمع زى مجتمعنا

تلاقى الدين مهمش و مركون على الرف خالص ــ و رغم ذلك بيضحكوا على نفسهم و يقولك دا شعب متدين ــ و دا لإن الأخر ركنه................ ( ضحية وجلاد )

تلاقى الحريات مسلوبة لإن الحكام إكتسبوا سلوك الجلاد من المحتل و حلوا محله
.............( ضحية و جلاد )

تلاقى سن الجواز متأخر ...لإن أسيادنا فى المجتمعات الصناعية المتقدمة بيأخروه ....يبقى إحنا كمان لازم نعمل زيهم لإنهم ناس بتفهم ................( ضحية وجلاد )

تلاقى اللغة العربية بتموت بالبطيء فى وسط متحدثيها و مدارس اللغات و الكليات الأجنبى بتملى الدنيا ....لإن دى لغات العالم إللى بتفهم ................( ضحية و جلاد )

تلاقى الناس يوم ما يجوزوا إبنهم أو بنتهم عايزين يحولوا الشقة ــ الكبيرة ــ لقصر فاخر .....لإنهم ببساطة مزروع فى وجدانهم الجمعى صورة الباشا التركى فى قصره الفاخر لما كان جدودهم بشتغلوا عنده خدامين ..................( ضحية و جلاد )

تلاقى الكل بيحاول يخرج بالإستفادة القصوى من خيرات البلد بأى طريقة و دا بالظبط نفس تفكير المحتل لما كان بيحول كل حاجة على بلده .......( ضحية و جلاد )

تلاقى الناس كلها متفقة إن أسلوب حكم حكامهم هو السبب فى معظم مشاكل حياتهم و جعلها مستحيلة و رغم ذلك تجدهم يتسابقوا لحمل كارنيهات الحزب و إعتناق الفكر الجديد و بيع الكلمة و الرأى بالمقابل و بدون مقابل ...........( ضحية و جلاد )

تلاقى إن بعد سنين طويلة من الإستقلال ــ المزعوم ــ ما زلنا تابعين خاضعين للمحتل بإرادتنا و بإختيارنا و بنحاول نخلى حياتنا نسخة منه و بشكل أفضل مما قد يكون خطط ليه ............... ( ضحية و جلاد )






غلاب 55
حديث الخميس ( 2 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق